أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك زحمة زيارات إلى لبنان، ولكنّه وضعها في سياق قرب الانتخابات النيابية وليس في أيّ خانة أخرى، معرباً عن اعتقاده بأنّ هناك ضغوطات سوف تمارس على العهد وعلى الحكومة، مشيراً إلى أنّ هذه الضغوطات سعودية أميركية إسرائيلية، نافيًا علمه بما إذا كانت هذه الضغوطات منظّمة أم لا.
وفي حديث إلى إذاعة "راديو فان" ضمن برنامج "كل يوم بيومه" أدارته الإعلامية هلا حداد، تحدّث أبو فاضل عن محاولات للضغط على الحكومة اللبنانية على خلفية الصراع على النفط، ورأى أننا أمام مشهد جديد على المنطقة فُتِح مع التشبيح الإسرائيلي وبدأ بالتصاعد إلى أن وصلنا اليوم إلى استبدال الموفد السعودي ثامر السبهان بنزار العلولا.
زيارة غير مكوكية
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ زيارة العلولا ليست زيارة مكوكية، وإنما هي زيارة عادية بالنسبة للمملكة العربية السعودية، هدفها إعادة رئيس الحكومة سعد الحريري بالحضن السعودي، وأشار إلى أنّ السبهان كان له دور رئيسي في ما حصل سابقاً بين الحريري والمملكة، خصوصًا لجهة تحريضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضدّه، بذريعة أنّه ينسّق مع حزب الله والتيار الوطني الحر وما إلى هنالك.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ السبهان أمّن الكثير من اللقاءات لعدد من المسؤولين اللبنانيين مع الأمير محمد بن سبهان، وقد حصل بعضها بعيدًا من الإعلان، إضافة إلى اللقاءين الشهيرين البارزين اللذين حصلا بين الأخير ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعحع وكذلك بينه وبين رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، وقد تقصّد الاعلام السعودي إبراز هذين اللقاءين لأسباب متعددة.
الأول بدون منازع
وأوضح أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الرئيس الحريري لا يريد الإفصاح عمّا حصل معه في السعودية لأنّه شكّل إهانة له، ولكنّه شدّد على أنّ تباعداً كبيراً حصل بين الجانبين، وأنّ خطأ حصل بحق الرئيس الحريري، وها هي المملكة تحاول اليوم إصلاح الأمور من جديد مع رئيس الحكومة.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري أصبح الأول بدون منازع على الساحة السنية بعد ما حصل معه، وأصبح يطالب بنواب مسيحيين من دون أن يخجل لأنّه أصبح قويًا، في حين أنّ الأمر كان ليكون مختلفاً رأساً على عقب لو أنّ استقالته من السعودية قُبِلت، بل لكانت الليرة انهارت، مشيداً هنا بالسياسة التي انتهجها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي حفظ الاقتصاد والليرة.
السعودية تدخّلت انتخابياً
ورأى أبو فاضل أنّ ما حصل مع الرئيس الحريري كان هدفه تطيير كلّ شيء، مشيراً إلى أنّ خلافه مع حزب الله أصبح يفيده من حيث الشكل، وهو بحاجة اليوم للأموال عشية الانتخابات النيابية. ولفت، رداً على سؤال، إلى أنّ السعودية تدخّلت في الانتخابات، مشيراً إلى أنّه لا يعتبر هذا التدخّل إيجابيًا، ملاحظاً أنّ تناول العلولا طعام العشاء في معراب وليس عند رئيس الحكومة له دلالته، وكأنّه يقول "هذا حصاننا الجديد في لبنان".
واعتبر أبو فاضل أنّ جعجع يخطئ من جديد على هذا الصعيد، واصفاً خطأه بأنه خطأ جسيم، لافتاً إلى أنّ جعجع ينشد دائماً الحماية الدولية والإقليمية، مشيراً إلى أنّ السعوديين يسعون للم شمل القوى الحليفة السابقة لها، ودعا لترقب زيارة الرئيس الحريري إلى السعودية وما سينتج عنها، وقال: "نحن نراقب بحذر ما يجري على الساحة اللبنانية".
السعودية تترك للحريري مسافة للتحرك
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الرئيس الحريري إما سيقنع السعوديين برأيه ويأخذ المال، وإما لا يقنع السعوديين فلا يحصل على المال، ورجّح أن تترك السعودية للرئيس الحريري مسافة معيّنة يتحرّك فيها، ولكن ليس لدرجة التحالف بشكل كامل مع التيار الوطني الحر وترك القوات اللبنانية وحزب الكتائب والنائب السابق فارس سعيد واللواء أشرف ريفي.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الحريري يشترط على رئيس حزب القوات سمير جعجع أن يترك اللواء ريفي حتى يجتمع به، لافتاً إلى أنّ الموفد السعودي نزار العلولا يلملم اليوم شظايا السبهان، خصوصًا بعد الخسائر التي تعرضوا لها، علمًا أنّ الرئيس الحريري يعتبر أنّ هذه الشخصيات قد أذته بشكل مباشر، وهو وصف العديد منهم بأنهم من كتبة التقارير.
لا غلبة لأحد في المجلس
ورفض أبو فاضل ما يُحكى عن أنّ الغلبة ستكون لحزب الله وحلفائه في المجلس النيابي المقبل، مشيراً إلى أنّ الحسابات تدلّ على أنّ هناك توازنًا، ولا أحد سيفوز بثلثي البرلمان، بما يتيح له السيطرة على المجلس والتحكّم بقراراته.
ورأى أبو فاضل أننا أمام مشهد جديد في الانتخابات النيابية، خصوصًا أنّ فئة الشباب ما دون 29 سنة لم تنتخب سابقاً، خصوصًا أنّ الانتخابات لم تحصل منذ تسع سنوات حتى اليوم، نتيجة قوانين التمديد للمجلس النيابي منذ العام 2009 وحتى اليوم، من دون أن ننسى أنّ التصويت سيكون مفتوحاً أيضًا للمغتربين للمرة الأولى.
مرشح شيعي في وجه بري؟
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ هناك إمكانية لترشيح أحد غير الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي في حال كان هناك استهداف واضح لحزب الله، وأشار إلى أنّ السعودية يمكن أن تدفع نحو هذا السيناريو، داعياً لانتظار عودة الرئيس الحريري من الرياض والمواقف التي ستتبلور بموجب هذه الزيارة، وما إذا كانت ستختلف عن مواقفه الأخيرة.
ونفى أبو فاضل، رداً على سؤال، أن يكون قد قصد المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد بهذا الكلام، مشيراً إلى أنّ من سيواجه بري سيكون من المحور الآخر، في حين أنّ اللواء السيد هو جزء من محور الممانعة، وبالتالي فإنّ هذا الأمر لا ينطبق عليه.
قانون العفو ليس جائزة ترضية
ونفى أبو فاضل أن يكون الثنائي الشيعي مرتاحاً على وضعه بشكل كامل في كل المناطق كما يُقال، ولفت إلى أنّ هناك حرماناً في بعلبك الهرمل مثلاً، لكنّه أشار إلى أنّ ذلك ليس مسؤولية حزب الله بل مسؤولية الدولة، وشدّد على أنّ قانون العفو ليس جائزة ترضية لهذه المنطقة أو غيرها، وإنما هو حقّ، وهو يجب أن يحصل.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ لوائح الثنائي الشيعي ستتعرّض لبعض الخروقات في عدد من الدوائر، لافتاً في هذا السياق إلى الكلام الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، والذي كان واضحًا على هذا الصعيد. ولفت إلى أنّ الثنائي الشيعي يحاول تكثيف نسبة التصويت، من أجل رفع الحاصل الانتخابي.
الكيمياء فُقِدت...
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ المفاوضات قائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لكنّه أشار إلى أنّ الكيمياء بين الجانبين لم تعد كما كانت في السابق، مشدّداً على أنّ معادلة "أوعا خيّك" انتهت وأصبحت في خبر كان.
وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنه يؤيد "التيار الوطني الحر" وسيصوّت للائحته في المتن في الانتخابات النيابية، مشيراً، في سياق آخر، إلى أنّ قرار "حزب الله" بشأن تسمية المرشح الشيعي في جبيل يعود له، لافتاً إلى أنّه لا يعرف السبب الذي دفع الحزب لتسمية مرشح من خارج جبيل، مرجّحًا أن يكون لشدّ العصب الجبيلي وفتح قنوات تواصل مع البقاع.
وأشار، رداً على سؤال، إلى أنّ الخلاف سيستمرّ بين الرئيس نبيه بري والعهد، لافتاً إلى أنّ الرئيس بري استطاع أن يكون في نفس الوقت رئيس المعارضة ورئيس المجلس النيابي ورئيس حركة أمل، وهو استطاع أن يحضن العديد من المناهضين للعهد على غرار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وغيره.